حوت نبي الله يونس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حوت نبي الله يونس
حوت نبي الله يونس ...
الحوت الذى ابتلع نبى الله يونس عليه السلام ، وأبقاه فى جوفه مدة من الوقت ، دون أن يصيبه بالأذى ...
ولكن لماذا ابتلع يونس فى جوفه ؟ ولماذا احتفظ به ، ثم أخرجت من جوفه وألقاه على شط البحر ؟
... إن لهذا قصة طريفة ...
دعونى أحكيها لكم من البداية للنهاية ...
بدأت القصة ذات يوم ، وكان يونس عليه السلام نبياً مرسلاً من الله إلى قومه ، فأخذ يدعوهم إلى الإيمان بالله الواحد الأحد ، وعبادته وحده دون سواه .... ولكن قوم يونس لم يؤمنوا به ، ولم يصدقوه ، وظلوا على كفرهم بالله ، وعدم عبادته ......
وظل يونس عليه السلام رحب الصدر يدعوهم دون يأس إلى توحيد الله ليل نهار .... لكن الأيام والشهور والسنوات مضت ولم يؤمن بيونس أحد من قومه ....
وذات يوم غضب يونس عليه السلام من قومه ، فقرر أن يهجرهم وأن يكف عن دعوتهم للإيمان بالله ، بل وقرر أن يترك لهم بلدتهم ويهاجر إلى بلد آخر ، لعله يجد فيه قوماً يؤمنون بالله تعالى ويعبدونه ...
هكذا – وبدون إذن من الله تعالى – خرج يونس من قريته ، تاركاً أهلها يعيشون في ظلمات الجهل والكفر والضلال ....
وهكذا توجه يونس إلى ميناء البلدة ...
وفى الميناء وجد يونس عليه السلام مركباً مسافراً إلى بلدة بعيدة ، فتقدم منها ، وطلب من صاحب المركب أن يأخذه معه ، ودفع له الأجرة المطلوبة ... لم يكن يونس يهمه إلى أين تتجه المركب ، ولا ما هي البلدة التي ستذهب إليها ... كل ما كان يهمه أن تخرج من بلدته الكافرة بالله تعالى ....
وهكذا سارت المركب بركَّابها ومنهم يونس فى عرض البحر ، وفى الطريق هبت عاصفة هوجاء ، واشتدت الرياح ، ثم هطل المطر بغزارة ، فزادت حمولة المركب وكادت تنقلب من ثقلها ...
ألقى المسافرون متاعهم حتى يخففوا من حمولة المركب ، لكن المركب ظلت ثقيلة ، فاقترح الربان أن يلقى أحد الركاب بنفسه من على ظهر المركب لتخف حمولتها ، وأجروا قرعة ، فوقعت القرعة على يونس ، فألقى بنفسه في الماء ليواجه مصيره المجهول بينما سارت المركب سالمة ، وهنا جاء دور الحوت الذي اختاره الله تعالى لأداء رسالة عظيمة ...
أوحى الله تعالى أن يبتلع يونس عليه السلام ... وفى سرعة بالغة فتح فمه عن آخره ، واقترب من يونس ، وأخذ يغوص نحو الأعماق ، السحيقة المظلمة ...
وجد يونس نفسه سجيناً داخل جوفه ، وهو محاط بظلمات ثلاث من حوله :
ظلمة الليل .... وظلمة أعماق البحر .... وظلمة جوف الحوت ....
هنا أدرك يونس أنه أخطأ ... أخطأ في حق نفسه ، وفى حق قومه ، لأنه لم يصبر على تبليغهم رسالة رب العالمين ... وتركهم في ظلمات الجهل والكفر والضلال ....
أخذ يونس يسبح ربه منادياً في الظلمات :
(( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ... لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ... لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )) ...
وهكذا ظل يونس يكرر تسبيحه معترفاً بخطئه ، فأصدر الله تعالى إلى الحوت أن أخرج يونس من جوفك ، فاتجه إلى الشاطئ ، ولفظ يونس عليه السلام ...
خرج يونس من جوف الحوت عارياً ، وجسده مملوء بالجروح والحروق من أثر العصارة الهاضمة التي كان يفرزها جوف الحوت .
فوجد شجرة (اليقطين) استظل بأوراقها من حر الشمس ، وأخذ يأكل من ثمارها ، حتى شفاه الله فعاد إلى قومه الذين آمنوا به جميعاً ...
وقد حكى القرآن الكريم هذا الموقف من يونس والحوت فى الآيات :
(( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (١٤١) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧))) ...
الأيات من 139 إلى 147 من سورة الصافات
رد: حوت نبي الله يونس
سبحان الله سبحان الله العظيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً وجعلها في ميزان حسناتك
الياسمين البلدي- مشرفة المنتدى العام
- عدد المساهمات : 1387
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 66
الموقع : سوريا
مواضيع مماثلة
» سورة يونس
» الله ...الله....الله لطيف بعباده
» الوصف الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
» عبادة الله دليل معرفة الله
» المحبة في الله
» الله ...الله....الله لطيف بعباده
» الوصف الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
» عبادة الله دليل معرفة الله
» المحبة في الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى